مقابلة مع رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني ، عبر Podcast with Nayla

الثلاثاء 07 آذار 2023

 

اكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ان المهم اليوم هو برنامج رئيس الجمهورية وليس هويته متسائلاً عن الآلية التي يعتمدها البعض لطرح الأسماء معتبراً ان ترشيح الوزير فرنجية سقط لأنه لم يصل الى جمع 65 اسماً بعد كل هذه الفترة داعياً الى الانتقال الى مقاربة جديدة بدل تكرار ما حصل في المرة السابقة مؤكداً انه لن يصوت لسليمان فرنجية.

رئيس الكتائب كان يتحدث  في خلال مقابلة مع رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني ، عبر Podcast with Nayla   والتي تناولت عمله السياسي ومحطات من حياته النضالية والحزبية والشخصية .

في مستهل الحلقة وبناء على طلب محاورته  التعريف عن نفسه قال " رئيس حزب الكتائب اللبنانية " معتبراً ان هذا الموقع هو الأهم في عمله في الشأن العام ويسمح له بالدفاع عما يؤمن فيه وعن الشعب اللبناني الذي يناضل في سبيله منذ ثلاثين عاماً. 

وحول المعلومات التي تتحدث عن كونه مهدداً قال الجميّل ان الفترة الحالية صعبة يتحاشى في خلالها التنقل معتبراً ان البلد متفلت امنياً بشكل كامل وتحول الى ساحة مفتوحة تبادل الرسائل وهذا الواقع يجعل من كل شخص عرضة لأن يكون ضحية عملية تصفية الحسابات.

واعتبر رئيس الكتائب ان هذا هو الثمن الذي يدفعه الشعب اللبناني عندما تغيب الدولة ورئيس الجمهورية والحكومة ويشل مجلس النواب وتتعطل الادارات ويترك اللبنانيون لمصيرهم في عز ازمة اقتصادية غير مسبوقة ووضع خطير اذا ما استمر سيحدث تغييراً بنيوياً في اساسات لبنان وهويته ونمط حياة ابنائه ويؤدي الى هجرة جزء كبير من الشباب الذي يعول عليهم لاعادة بناء البلد. 

وحول خوفه من الموت استذكر الشهداء بيار الجميّل وانطوان غانم وجبران تويني وغيرهم من الشهداء مشيراً الى انه يعمل في السياسة تحت الخطر منذ اكثر من عشرين عاماً ، وعلى الرغم من محاولاتي عدم التفكير في الموضوع اجد نفسي في بعض الأحيان القليلة  اتساءل اذا ما كنت سأصل الى المكان الذي اقصده ام لا ولكن لا يمكن ان أسمح للخوف بأن يتغلب علي ويشل قدرتي على العمل معتبراً ان من يقوم بعمليات الاغتيال لا يملك اي رادع معنوي ويمارس القتل من ضمن عمله السياسي، وهو عبارة عن ارهاب دولي وماكينات امنية تعمل من دون اي اعتبار للآخر او وجع ضمير. 

لبنان وزمن رجال الدولة

ورأى رئيس الكتائب ان لبنان لم ينتقل الى زمن ما بعد الحرب بل  ما زال يعيش زمن رجال الحرب ويدار  بعقل ميليشيوي من قبل  مجموعة قاتلت لتبقى في مراكزها وليس دفاعاً عن البلد فكانت النتيجة ما نشهده اليوم، بلد منهوب يفتقر الى الكفاءة ويغيب فيه الضمير.

واعتبر ان في لبنان ميليشيا مسلحة تسيطر عليه بشكل كامل وتستعمل العنف وكل الأساليب غير القانونية لتبقي قبضتها على البلد وتأخذه رهينة وهذا نوع آخر من الاحتلال يتطلب من الشعب اللبناني مقاومته ورفضه وعدم الاستسلام له وعلينا العمل على توسيع دائرة الأشخاص الذين يرفضون هذا الواقع مشيراً الى ان مواجهة حزب الله لا يجب ان تكون بمنطق طائفي بل وطني جامع كما حصل في 14 آذار عندما اجتمع اللبنانيون على رفض الاحتلال السوري. 

ورأى الجميّل ان في لبنان مشكلة بنيوية وانه مع سلاح حزب الله لايمكن القيام بأي اصلاح او ضبط الحدود او فتح الأسواق للخارج او جذب سياح  لنهوض البلد وعلى الرغم من صعوبة الوضع لن نترك البلد. 

وحول ما نقلته  السفيرة الفرنسية خلال لقائها الأخير اشار الى ان العالم يغلي وهذا يمكن ان ينعكس على المنطقة ولبنان لذلك علينا ان نبقى متيقظين لالتقاط الظرف الأقليمي اذا ما كان لصالحنا او مواجهته اذا كان ضدنا لافتاُ الى ان مشاركة ايران الى جانب روسيا في الحرب الاوكرانية ليست تفصيلاً وستشكل نقطة اساسية في التطورات المقبلة قد تدفع ثمنه ايران . 

واشار رئيس الكتائب الى أن " حزب الله يأخذنا رهينة  ويمنع عمل مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، ويمنع عمل القضاء ويهدد القضاة  وقطع علاقاتنا مع الدول ويخنق الاقتصاد ويرفض ان يكون لبنان بلد الفرح والثقافة والفن ويريده  بلداً ممانعاً محدود العلاقات  مع الحلفاء الذين يريدهم . 

توحيد الصفوف لمواجهة الأخطار 

وتوجه الى كل اللبنانيين الى اي طائفة انتموا ويؤمنون بالدولة الحضارية ولبنان المستقل وبضرورة عودة الحياة الى لبنان ليكون بلداً متطوراً للعمل معاً وتوحيد الصفوف بشكل عابر للطوائف والمناطق لمواجهة هذا الخطر الأوّل والأساسيّ على مستقبل لبنان".

 

كما توجه رئيس الكتائب الى أفرقاء المعارضة – نواباً وكتلاً سياسية واحزاباً قائلاً :" يجب أن نتخطّى كل الأمور وهذا ما نعمل عليه  كحزب كتائب للتواصل مع جميع الكتل النيابية المعارضة، واخذ مواقف مشتركة لتقوية المواجهة المشتركة مع خصمنا المشترك، ليس لأننا نريده خصماً لنا، بل لأنّه أراد أن يتحدّانا جميعنا، فمشكلتنا مع حزب الله  هي سيطرته على قرار البلد، ومحاولة تغيير هوية لبنان وعندما  يتوقف عن ذلك  تزول مشكلتنا معه ونلتقي في مجلس النواب، نختلف ونتفق معه  وفق الأصول الديمقراطية، مشكلتنا معه انه خارج الديمقراطية. 

وحول مقاطعة الكتائب وبقائها خارج السلطة اعتبر الجميّل ان افرقاء السلطة في العام 2016 قرروا ان يركبوا قطاراً كنا نعرف انه سيوصل لبنان الى الخراب ولن يكون بمقدورنا تغيير مساره  وكنا على حق وهنا اسألهم على اي اساس أساس ركبوا هذا القطار، وليس لهم الحق أن يسألوني لماذا بقيت خارجه.

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع التيار اعتبر ان قدامى التيار اصدقاء له متمنياً ان يعود التيار الى ما كان عليه العام 2005 عندما كانت أولويّته السيادة ورفض السلاح والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية، وعلى رأسها الـ1559 ويرفض الفساد والمحاصصة وعندما يعود الى ما كان عليه يصبح اول حليف لي .

اما في ما يتعلق بالنائب جبران باسيل فقد تهجم علي بالشخصي لم يكن لديه ما ينتقدني فيه بالسياسة وهذه الحال مع جميع من ينتقدني لأنني كنت على حق في كل ما قلته وقمت به.

وعندما يقرر باسيل اليوم الذهاب في خطوة الانفصال عن حزب الله الى النهاية والعودة الى مبادىء التيار الأساسية سيلقى منا تجاوباً  فالمشكلة الاساسية مع التيار هي تغطية سلاح حزب الله، والسؤال الجوهري هل هناك اقتناع بسلاح الجيش اللبناني؟ 

وعن العلاقة مع الرئيس سعد الحريري اشار الجميّل الى ان اساس الخلاف يعود الى الخيار الذي قام فيه العام 2016 وقرر الدخول  التسوية لانتخاب الرئيس ميشال عون معتبراً أنّ الحريري ارتكب العديد من الأخطاء وبعضها مميت فقد تنازل بقصد اعطاء  البلد فرصة ولكن التنازلات دمّرت البلد لكنّه في المقابل ليس رجل ميليشيات، وقد دفع الثمن بالخروج  من الحياة السياسية لأنّه رجل دولة.

وعمّا يقوله لرئيس حزب القوات اللبنانية، اعتبر ان الأمر يحتاج الى اعادة بناء الثقة بعد تسوية ال2016 وهذا ما يتم العمل عليه اليوم منعاً لتكرار التجربة التي لم ينسها الكتائبيون عندما  كنّا نخوض معركة كي لا يصل حزب الله، وفجأة وافق الكلّ على ميشال عون، وجدت نفسي وحيداً ولم أجد أحداً معي.

وعن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي  اعتبر الجميّل " ان قلبه في المكان المناسب  فهو يطالب بالسيادة ويحب البلد ويريد له ان ينهض ويتطور ويكون منفتحاً ولن يتردد في الموافقة على الا يبقى في لبنان اي بندقية ولكن في المقابل أولوية وليد جنبلاط الأولى والأخيرة هي الحفاظ على الطائفة الدرزية، أمّا عن الاستعداد للمخاطرة بأن تكون الطائفة غير ممثلة في الحكومة  فهذا موضوع آخر".

لن ننتخب فرنجيه 

ورداً على سؤال اكد رئيس الكتائب انه لن يصوت للنائب سليمان فرنجية في الانتخابات الرئاسية  ويعتبر انه على صدق نواياه لا قدرة لديه على تغيير موقعه الواضح والصريح الى جانب محور المقاومة والرئيس بشار الأسد .

اما عن رغبته في الوصول الى قصر بعبدا فيؤكد انه لا يملك هذا الهوس فالانسان يبدأ بارتكاب الأخطاء عندما يصب تفكيره على نفسه، مشيراً الى انه لا يرى له دوراً في بعبدا اليوم مع وجود حزب الله ولكنه عندما يحين الوقت لن يتردد مؤكداً ان دوره اليوم هو في تمتين المعارضة .

الودائع طارت والبلد يحتاج نفضة من فوق الى تحت

وحول مصير ودائع اللبنانيين رأى الجميّل انها لم تعد موجودة ويجب مصارحة اللبنانيين بالأمر فهناك منظومة استخدمتها لتحقيق مصالحها على مدى 8 سنوات واستخدمها مصرف لبنان لسد عجز الدولة و كهرباء لبنان ولتطبيق سياسة الدعم وحتى اللحظة يصرف 24 مليوناً يومياً من أموال اللبنانيّين لاستقرار سعر الصرف وقد حذرنا من الموضوع مراراً وتكراراً قبل ذلك ولكن الجميع كان منشغلاً بالتسوية الرئاسية .

وعن وضع القضاء اعتبر رئيس الكتائب انه يشهد صراعاً بين جماعات مختلفة، جماعة القاضية غادة عون، جماعة القاضي غسان عويدات، جماعة القاضي طارق البيطار، وجماعة القاضي سهيل عبود.

مشيراً الى محاولة " لفرط البلد" بعدما تعطلت كل القطاعات فيه. 

 

واعتبر الجميّل ان المعالجات تبدأ من فوق الى تحت مع وصول سلطة جديدة تملك رؤية للبلد واشخاص كفوئين  فلا مجال للتسلية بعد اليوم 

وعن خطوة النائبين نجاة صليبا وملحم خلف يقول إنّها شجاعة ولكنّها لم تكن مُنسّقة ولا يمكن المشاركة فيها لأنها ستعطل الاتصالات التي نقوم بها وادارة الحزب مؤكداً انه لن يوفر اي جهد ممكن لانجاح الخطوة .

وعن العلاقة مع النواب التغييريين اعتبر الجميّل ان علاقة ممتازة تجمعه بمعظمهم وانه لم يتوحدوا في تكتل واحد لأنهم يختلفون في الرؤية الى اهدافهم ولكنهم على الأقل احرار في رأيهم.

الى بيار: وعد بالحفاظ على الكتائب  

كما استذكر لحظة استشهاد النائب بيار الجميّل واصفاً اياها باللحظات التي لا توصف وقال:" اغتياله ولد في نفسي نوع من التحدي الشخصي الذي دفعني الى الغوص في العمل الحزبي بعد قرار بالابتعاد، فلقد اعتبرت انه اغتياله هو محاولة لاغتيال الكتائب فوعدته بأن احافظ على حزب الكتائب ليبقى قوياً على الساحة وضمير البلد. متوجهاً الى بيار بالقول :" اذا كنا مستمرين فلأنك ضحيت بنفسك من اجلنا." مؤكداً ان الدافع الأكبر للاستمرار هم الشهداء ال5513 الذين ضحوا بنفسهم من اجل لبنان وعلى رأسهم الرئيس الشهيد بشير الجميل الذي كان ملهماً لنا كما المؤسس.  

وتطرق الحوار الى محطات مختلفة مختلفة من حياة رئيس الكتائب تناولت طفولته وعلاقته بوالده الرئيس امين الجميّل والايام التي امضاها في قصر بعبداً طفلاً والتي تخللتها لحظات خوف وقبل اضطرار العائلة للسفر الى باريس تحت التهديد اضافة الى علاقته بوالدته التي قال انها تملك حباً لا يوصف للبنان وصولاً الى زوجته وابنتيه والاحلام التي يحملها لهم وللبنان ومحطات الندم والفرح والأمنيات لنفسه والبلد.

تواصل معنا