في لقاء ضمن برنامج "وهلق شو" عبر الجديد

الثلاثاء 26 نيسان 2022

دحض رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل كل الاتهامات بأن المعارضة منقسمة على نفسها، متوجهًا إلى اللبنانيين ولاسيما الشباب منهم بالقول: "إن شاركتم أو لم تشاركوا فستتحمّلون نتائج الانتخابات، موضحًا أن عدم المشاركة هو إعطاء صوت للبقاء في الحالة التي نحن فيها، ومشددا على أنه إن كان هناك فرصة للتغيير فيجب أن ننتهزها وإلّا نكون قد أعطينا صك براءة للمنظومة الحالية".

وشدد على ان المعارضة التي تخوض المعركة في كل لبنان منفصلة تمامًا عن هذه المنظومة وستكون من أكبر الكتل النيابية في المجلس النيابي.

الجميّل الذي اكد أننا ندخل الى البرلمان لنحاسب كل من دمّر بيروت وكل من طيّر الأموال لاستعادة أكبر جزء ممكن منها، نبه الى ان هدف المنظومة بعد الانتخابات هو "عفا الله عمّا مضى" ونحن نريد منعهم من تحقيق ذلك.

 

رئيس حزب الكتائب وفي حوار ضمن برنامج "وهلق شو" عبر الجديد مع  الإعلامي جورج صليبي لفت إلى أن هناك الكثير من المحاولات لتيئيس اللبنانيين ودفعهم لعدم التوجه الى صناديق الاقتراع مثل التصاريح التي تشكّك بحصول الانتخابات، ومن جهة اخرى يقولون ان شيئا لن يتغيّر والتغيير ضئيل وأن قوى المعارضة منقسمة.

وتوجه الجميّل إلى كل اللبنانيين وخصوصًا جيل الشباب قائلا لهم: "إن شاركتم أو لم تشاركوا فستتحمّلون نتائج الانتخابات، بالتالي عدم المشاركة هو إعطاء صوت للبقاء في الحالة التي نحن فيها، وان كان هناك فرصة للتغيير فيجب أن ننتهزها وإلّا نكون قد اعطينا صك براءة للمنظومة الحالية".

أضاف: "إن لم يحصل التغيير الذي نطمح له نكون على الأقل قد جرّبنا، والكلام أن المعارضة مقسومة ولا بديل هو كلام غير صحيح، ففي كل الدوائر هناك لائحة معارضة جدية أو اثنتين ونحن ندعو الناس الى التصويت للمعارضة". وتابع: "إذا لم تصوّت الناس وتحاسب الأكيد أننا سنخسر وستربح السلطة، لذلك تتحمّس الناس يومًا بعد يوم للمشاركة واتمنى من كل الشباب التصويت وفق قناعاتهم بغض النظر عن المال الانتخابي الذي يصرف".

 

وأشار إلى ان هناك نسبة أصوات ستتأثر بعامل المال وهناك نسبة كبيرة اي ما يقارب 70% ستصوّت وفقا لقناعاتها وهذه النسبة معظمها من الشباب، داعيا كل متردّد إلى التصويت ودرس الخيارات والمرشحين واللوائح جيداً وهل لديهم ثقة بهم وهل هم شركاء بما وصلنا اليه أم لا.

ولفت الى ان هناك أفرقاء سياسيين من أحزاب وقوى قرّروا القيام بتسوية عام 2015 وتكرست في 2016 وشكّلوا سويًا هذه الحكومات المتعاقبة التي أخذت سلسلة من القرارات التي دمّرت لبنان وأوصلته إلى الهاوية، مضيفًا: "هذه القوى السياسية مسؤولة عمّا وصلنا اليه وهي المنظومة التي تتحمّل مسؤولية تسليم قرار البلد الى حزب الله ومسؤولية السياسات المالية عبر موازنات متتالية وهمية وفيها غش دمّرت المالية العامة"، وتابع: "لقد صوّتوا سويًا على الضرائب وزيادة الTVA وعلى قانون الانتخابات الذي يعطي الاكثرية لحزب الله في المجلس، وشكلوا الحكومات وجدّدوا لسلامة وطمأنوا اللبنانيين إلى ان الوضع بخير في حين كانت اموال اللبنانيين تصرف وراء الكواليس والاحتياط ينخفض بشكل متسارع نتيجة المحاصصة والسياسات الخاطئة وحصار لبنان وتهريب البنزين واستنزاف المالية العامة وبسبب الكهرباء".

أضاف: "هناك مجموعة من القوى البديلة والتغييرية وعدد من المستقلين أخذوا خيار مواجهة هذه المنظومة ونحن جزء منهم ونخوض معركة في كل لبنان مع أناس يشبهوننا ونعمل سويًا لتقديم بديل جامع يجمع أحزابًا ومستقلين وقوى جديدة أخذت قرارًا جريئًا بالانفصال عن السلطة".

وأشار الى ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اعتبر انه ليس جزءا من المنظومة بل هو جزء من المعارضة، لكن اداء هذه القوى منذ سبع سنوات وصولا الى اليوم يُبيّن إن كان هذا الكلام صحيحًا وجدياً موضحًا أن ثورة 17 تشرين قامت لمحاسبة هؤلاء.

واكد الجميّل أنهم لا يمكن أن يتبرّأوا من نتيجة كانوا شركاء في صناعتها، جازمًا ان الوقت حان لكي يميّز اللبنانيون بين الكلام الصادق والكلام الشعبويّ والموسميّ في فترة الانتخابات.

وشدد على ان المعارضة التي تخوض المعركة في كل لبنان منفصلة تمامًا عن هذه المنظومة وستكون من أكبر الكتل النيابية في المجلس النيابي.

وذكّر رئيس الكتائب بأن هناك حكمًا في البلد عمره من 2015 الى اليوم اوصلنا الى ما وصلنا اليه، سائلا: "هل نكافئ من أوصلنا الى هنا؟"

واعتبر ان كل من شارك في الحكومات وأعطاها الثقة وصوّت لرئيس الجمهورية وسلّم البلد لحزب الله وجدّد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وكل من شارك في هذه الحقبة مسؤول عمّا وصلنا اليه، في المقابل هناك من لم يشارك، والمعارضة لهذه القوى إما توحدوا في لائحة واحدة او في لائحتين جديتين مثلا في المتن هناك لائحة الكتائب ولائحة شكّلها شربل نحاس والامر نفسه في كسروان والفرق بينهما هو في البديل المطروح، مؤكدًا ان أولويتنا سيادة الدولة ومواجهة حزب الله وهيمنته على البلد الأمر الذي لا نراه في لائحة نحّاس في المتن، كما اننا نؤمن بالاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعية، اما اللائحة الثانية فتؤمن بالاقتصاد الموجّه.

وقال الجميّل: "أمام الناس خيار أو اثنين وثلاثة خيارات في أقصى حد وعليها أن تختار الخيار الذي يناسبها".

وأكد أننا نريد تقوية جبهة المعارضة في المجلس وخلق كتلة نيابية منفصلة وفي الوقت نفسه أن نعمل بحسب القانون المطروح، لافتًا إلى أن اي فريق يضع يده بيدنا في موضوع اللامركزية أو سلاح حزب الله مثلاً سنمدّ يدنا إليه.

وأوضح الجميّل أننا نعي أن 20 أو 30 نائبًا لا يملكون الأكثرية ولإقرار اللامركزية مثلا يجب مدّ اليد إلى من يؤيّد هذا القانون لتمريره ولن نقفل الأبواب. وقال: "كل من أخذ قرارًا من سنة أو اثنتين أو ثلاث سنوات بالخروج من هذه المعادلة سنتعاون معه، مشيرًا إلى أن شربل نحاس كان وزيرا في كتلة عون وبولا يعقوبيان كانت مقربة من الرئيس سعد الحريري".

أضاف: "القوات ما زالت متحالفة مع الحزب الاشتراكي الذي هو حليف بري الذي يتحالف مع حزب الله المتحالف مع التيار الوطني الحر والمتحالف بدوره مع القومي، فليقل جعجع انه انفصل عن المنظومة عندها لا يعود هناك مشكلة معه".

وأشار الى أن نعمة افرام وميشال معوّض أخذا قرارًا نهائيًا واستقالا من المجلس وفصلا نفسيهما عن المنظومة، مؤكدًا اننا نعمل مع من نضمن بأنهم سيُكملون بالمسار نفسه، وأردف: "اذا أكمل القوات والاشتراكي بالخطاب نفسه بعد الانتخابات فسنتعاون معهما".

واكد الجميّل أن الوقت حان ليكون هناك قوة مستقلة عن هذه المنظومة التي تتخاصم وتتصالح وفق المصالح، مكررًا بان لدينا مشكلة مع هذه الطبقة السياسية وأدائها المدمّر، فلبنان لم يصل إلى هنا بسبب زلزال بل هناك من سلّم البلد لحزب الله ومن أخذ سياسات مالية خاطئة، وعندما كنا ننبه من انهيار الليرة اتهمونا بالشعبوية.

وأوضح أننا نخوض معركة شرسة في المتن بوجه المال الانتخابي وحملات التضليل وأركان وطبّاخي التسوية.

وشدد على أن هدفنا أن تربح المعارضة في المتن وأن يُحاسِب اللبنانيون المسؤولين كي لا نعطي براءة ذمة عن كل الأخطاء والاهم في المرحلة المقبلة في المجلس أن يعرف النائب أن الغلطة مكلفة في الانتخابات، أمّا إن عادوا أنفسهم فسيسمح النائب لنفسه بتقديم مصلحته على مصلحة البلد.

واعتبر ان التصويت للمعارضة جرس إنذار لكل من يعتقد أن بإمكانه أن يُخطئ بحق الشعب اللبناني من دون محاسبة، فالشعب ليس قطيع غنم وسيُحاسب المسؤولين عمّا وصل إليه.

وجدد تأكيده أننا نخوض معركة جدية في كل لبنان، لافتًا إلى أن المعركة جدية في الشمال وكسروان والمتن وبيروت وزحلة وبعبدا والشوف وعاليه وفي باقي المناطق نساعد وندعم آملاً بحصول مفاجأة في البقاع الغربي.

وتابع الجميّل: "يهمنا من هم مستعدون لخوض المعركة التي يخوضها حزب الكتائب ولو كنا نهتم للمقاعد والمناصب لتصرفنا بطريقة مختلفة في السنوات الماضية".

واكد رئيس الكتائب أننا مقتنعون أننا بحاجة لإعادة النظر بعمق لحل مشاكلنا، فمنذ 60 عاماً نعيش "بالمؤقت" ويجب القيام بتقييم لكل التجربة الماضية وقد وصلنا الى قناعة مع رفاقي في الحزب ان لبنان بحاجة لاعادة نظر فلم نتمكن من بناء مواطنية لبنانية وحان الوقت لتطوير آلياتنا الدستورية.

وأشار إلى اننا فور انتهاء المعركة الانتخابية نريد وضع سلاح حزب الله على بساط البحث فلا يمكن بناء بلد واقتصاد واصلاح علاقة لبنان بالخارج بظل سلاح حزب الله، اما الموضوع الثاني فهو وضع النظام السياسي على الطاولة، وقد حان الوقت لإعطاء امل لشباب لبنان ببلد مختلف وحياة صحية وأناس مرتاحة ومتصالحة مع بعضها البعض.

وطالب بأن يتحوّل المجلس النيابي إلى مؤتمر دائم وجلسات مفتوحة، مشيرًا إلى ان المرحلة الاولى تقييمية للمصالحة والمصارحة لأننا ما زلنا نعيش في أحقاد الحرب حتى في صفوف جيل الشاب، مؤكدًا ان في لبنان لا يمكن أن نلغي أحدًا وعلى كل فريق القيام بنقد ذاتي، أما في المرحلة الثانية فيجب البحث في الحلول، وأضاف: "انا اؤمن بالمواطنة والتعددية المبنية على احترام الاختلاف مثلا في سويسرا هناك شعب موحد وعاشق لبلده ويؤمن به ولديه انتماء لعلم بلده في المقابل يحافظ على تنوّعه وهذا ما يجعله يحب بلده الى هذه الدرجة".

ولفت الى أننا بحاجة لحماية التنوع اللبناني والثقافي، وفي الوقت نفسه يجب أن نحرّر الحوكمة في البلد من وطأة الطائفية المدمّرة، مشيرًا إلى ان هذا يتطلب لامركزية ومجلس شيوخ وتغيير قانون الانتخابات وتعديلًا دستوريًا في ما يتعلق بالمهل وقد نصل الى الغاء كل القيود الطائفية.

ورأى انه في اليوم الذي لا نعود نميّز فيه بين لبناني وآخر على أساس الانتماء الطائفي لا يعود هناك مشكلة.

واعتبر الجميّل أن هناك حزبًا دينيًا اسمه حزب الله وهو مسلّح ويأتمر من الخارج وهناك مدارس دينية تعلّم شباب لبنان بأن يكون لديهم انتماء لغير لبنان، مؤكدًا أننا نريد بناء دولة قوية ترتكز على الإيمان بالبلد والعيش المشترك وسيادة لبنان.

وأشار الجميّل إلى أن حزب الله يقول ان هدفه مشروع الدولة الاسلامية وهناك عمل ممنهج لوضع اليد على البلد و"تهشيل" كل من يرفض هذا المشروع.

تواصل معنا